Uploaded Image

التوجيه عند بعد

الوصف : التوجيه عن بُعد كتدخل لدعم أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
الملخص : يواجه العديد من أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) في فلسطين تحديات كبيرة في الوصول إلى خدمات التدخل المبكر بسبب العوائق المالية، والجغرافية، والسياسية. انطلاقًا من هذه الحاجة، أقوم بدراسة بحثية تهدف إلى تقييم مدى فعالية وجدوى تقنيات التدريب عن بُعد (Telecoaching) لدعم أولياء الأمور، ومساعدتهم على تعزيز مشاركة أطفالهم في الأنشطة اليومية وتحسين جودة حياتهم الأسرية.

تاريخ الاضافة : 6/1/2024 3:13:25 AM

المحتوى :

التوجيه عن بُعد: ثورة في دعم أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

د. محمد صلاحات – أخصائي العلاج الوظيفي

مقدمة

يواجه أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) تحديات كبيرة في توفير الدعم المناسب لأطفالهم، خاصة في المجتمعات التي تعاني من قلة الخدمات المتخصصة أو صعوبة الوصول إليها. في ظل هذه التحديات، برزت تقنية التوجيه عن بُعد (Telecoaching) كأحد الحلول المبتكرة التي تتيح تقديم الإرشاد والتدريب للأهل باستخدام وسائل التواصل التكنولوجية مثل مكالمات الفيديو والتطبيقات الرقمية.

ما هو التوجيه عن بُعد؟

التوجيه عن بُعد هو نموذج تدريبي يعتمد على تقنيات الاتصال الحديثة لتوفير الدعم والإرشاد للأهل، بهدف تحسين مهاراتهم في التعامل مع أطفالهم وتعزيز استقلاليتهم في البيئة المنزلية. يتم ذلك من خلال جلسات فردية أو جماعية، حيث يقدم المختص استراتيجيات وتوجيهات بناءً على احتياجات الطفل والأسرة.

آلية عمل التوجيه عن بُعد

يتم تنفيذ التوجيه عن بُعد عبر عدة مراحل، تشمل:

1️⃣ تقييم احتياجات الأهل والطفل: يبدأ البرنامج بتقييم مستوى الطفل، التحديات التي يواجهها، واحتياجات الأهل في تقديم الدعم له.
2️⃣ التدريب والإرشاد: يتم تقديم جلسات افتراضية تفاعلية تشمل استراتيجيات لتحسين التواصل، تعديل السلوك، وتعزيز المهارات اليومية للطفل.
3️⃣ التطبيق العملي والمتابعة: يطبّق الأهل ما تعلموه في الجلسات ضمن بيئة الطفل الطبيعية، مع تلقي التغذية الراجعة من المختص.
4️⃣ التقييم المستمر والتعديلات: يتم قياس تقدم الطفل وتحليل استجابة الأهل، مع إجراء تعديلات على الخطة حسب الحاجة.

فوائد التوجيه عن بُعد

سهولة الوصول: يوفر التوجيه عن بُعد حلولًا للأسر التي تعاني من نقص الخدمات القريبة أو صعوبة التنقل.
تكلفة أقل: مقارنة بالتدخلات المباشرة في العيادات أو المراكز، يعد التوجيه عن بُعد خيارًا أكثر اقتصادية للأهل.
تعزيز دور الأهل: يمنح التوجيه عن بُعد الأهل الأدوات اللازمة ليكونوا جزءًا أساسيًا من عملية الدعم والتدخل.
تخصيص التدخل وفق احتياجات الطفل: يتم تقديم الإرشادات بناءً على التحديات الفريدة لكل طفل، مما يعزز فاعلية التدخل.
استمرارية الدعم: يمكن للأهل الوصول إلى الإرشادات في أي وقت، مما يسهل عليهم مواجهة التحديات اليومية بشكل فعال.

أمثلة على استراتيجيات التوجيه عن بُعد

🔹 تعليم الأهل تقنيات التواصل البصري واللفظي مع الطفل لتعزيز مهاراته اللغوية.
🔹 استخدام أساليب تعديل السلوك الإيجابية، مثل التعزيز الإيجابي وتقليل السلوكيات غير المرغوبة.
🔹 إرشاد الأهل حول كيفية دمج الطفل في الأنشطة اليومية، مثل ارتداء الملابس أو ترتيب ألعابه بطريقة مشجعة على الاستقلالية.
🔹 تعليم الأهل كيفية تصميم بيئة داعمة تقلل من التحفيز الزائد أو تعزز التركيز والانتباه.

التحديات المحتملة وحلولها

💡 ضعف الإنترنت أو التكنولوجيا → يمكن استخدام تطبيقات مبسطة لا تتطلب اتصالًا عالي السرعة.
💡 نقص التفاعل المباشر مع الطفل → يتم تعويضه بجلسات إرشادية تركز على تمكين الأهل من تطبيق الاستراتيجيات بأنفسهم.
💡 عدم تفرغ الأهل لحضور الجلسات → تقديم مرونة في مواعيد الجلسات وإتاحة تسجيلات لمراجعتها لاحقًا.

التوجيه عن بُعد في فلسطين: ضرورة وليس خيارًا

في فلسطين، يواجه الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد وأسرهم تحديات مضاعفة بسبب العوائق الاقتصادية والجغرافية والسياسية. لذلك، يمكن أن يكون التوجيه عن بُعد حلاً مستدامًا لدعم هذه الأسر ومنحها الأدوات اللازمة لمساعدة أطفالها بفعالية.

خاتمة

أصبح التوجيه عن بُعد نموذجًا واعدًا في تقديم خدمات التأهيل والتدريب لأولياء الأمور، حيث يساهم في تجاوز العوائق التقليدية ويتيح للأسر فرصة الحصول على الدعم أينما كانوا. إن الاستثمار في هذا النوع من التدخلات يمكن أن يحدث نقلة نوعية في رعاية الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وتحسين جودة حياتهم وحياة أسرهم.

📢 إذا كنتَ مهتمًا بمعرفة المزيد أو ترغب في المشاركة في برامج التوجيه عن بُعد، لا تتردد في التواصل معي لمساعدتك في الحصول على أفضل دعم لطفلك.

د. محمد صلاحات
باحث في التدخلات المبكرة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد